منتديات اللغات الافريقيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات اللغات الافريقيه

منتدى متخصص فى اللغات الافريقيه مثل الغه السوحليه والهوسا والفلاني وغيرها من اللغات الأفريقية


    تعريف باللغة الأمهرية

    avatar
    adel
    المشرف العام
    المشرف العام


    الجنس : ذكر
    الابراج : الميزان
    عدد المساهمات : 14
    تاريخ الميلاد : 07/10/1959
    تاريخ التسجيل : 03/03/2010
    العمر : 64

    تعريف باللغة الأمهرية Empty تعريف باللغة الأمهرية

    مُساهمة من طرف adel الأربعاء مارس 03, 2010 10:18 pm

    اللغة الأمهرية هي اللغة الرسمية لدولة إثيوبيا وهي لغة الإدارة والمصالح الحكومية كما أنها تستخدم في المدارس الحكومية وخاصة في مراحلها الأولى وتصدر بها غالبية الصحف في إثيوبيا .
    واللغة الأمهرية ليست اللغة الوحيدة المستخدمة في إثيوبيا ، فإثيوبيا من الدول التي تتعدد فيها اللغات واللهجات ، ويتراوح عدد اللغات الوطنية بها ما بين 70 ـ 80 لغة . ومن بين هذه اللغات هناك أربع أو خمس لغات ذات أهمية كبيرة ، وهي الأمهرية والأورومية والتيجرينية والصومالية ، وهذه اللغات تنال أهميتها إما بسبب عدد متحدثيها كلغة أم أو بسبب أهميتها السياسية والثقافية والدينية أو بسبب حجم استخدامها كلغة ثانية .
    أما باقي لغات إثيوبيا فإنها تشمل العديد من اللغات التي تتحدثها أعداد صغيرة غالبا ما تكون عدة آلاف ، وإن كان هناك حوالي 12 لغة محلية في إثيوبيا يتحدث بها أكثر من مائة ألف متحدث كلغة أم لكل واحدة منها(Bender,p.12) . ومن هذه اللغات اللغة العفرية والهررية والجوراجية والبجا وغيرها .
    وتعتبر اللغة الأمهرية لغة أم لحوالي 17.5 مليون نسمة (Country Profile,p.6) وذهب البعض إلى أن عدد متحدثيها يصل لحوالي 30 مليون نسمة(المهدي ،ص68) وكذلك فهي تعد لغة ثانية لقطاع عريض من الإثيوبيين وربما تكون اللغة الثانية لبقية الشعب الإثيوبي ، حيث تعتبر اللغة الأمهرية هي لغة التعامل Lingua franca بين سكان إثيوبيا .
    وتنتمي اللغة الأمهرية إلى الفرع السامي الجنوبي من أسرة اللغات الأفروآسيوية . ويرى البعض أن اللغة الأمهرية هي التطور الجنوبي للغة الجعزية ، وأنها تأثرت بشكل كبير باللغات الكوشية وخاصة بلغة الأجاو (Ullendorff,p.124) ونتج عن ذلك التأثر لغة مفرداتها وقواعدهاgrammar سامية بشكل واضح بينما نجد أن تركيبها النحوي syntax كوشي بشكل كبير(Hess,p.14) .
    وموطن اللغة الأمهرية في الأساس هو إقليم أمهرة في وسط إثيوبيا . وقد أخذت اللغة الأمهرية في الانتشار خارج هذا الإقليم شمالاً وجنوباً لأسباب متعددة حتى أصبحت من أكثر اللغات انتشاراً في إثيوبيا . وهناك اتفاق عام على انه في المنطقة المتسعة التي تغطيها اللغة الأمهرية توجد اختلافات لهجية طفيفة وملحوظة مثل الاختلافات الموجودة بشكل خاص بين صيغ الحديث المتداول في إقليمي شوا وجودجام (Ullendof,p.125)
    أما عن شكل وطريقة كتابة اللغة الأمهرية فنجد أن اللغة الأمهرية واللغة الجعزية قد اتخذتا شكلاً مكتوباً منذ زمن قد يعود إلى عام 250 ق.م.(Hess,p.16) . وتختلف اللغة الأمهرية عن اللغات السامية الأخرى في نظام كتابتها فهي تستخدم النظام المقطعي الذي يتكون من اكثر من مائتي رمز يرمز كل منها لعنصر صامتي وعنصر صائتي على الأقل ، فالرمز يقابل مقطعاً عادة في اللغة . واللغة الأمهرية تكتب من اليسار إلى اليمين وذلك على العكس من اللغات السامية الأخرى ( العربية والعبرية والسريانية…) ، وكذلك نجد أن ترتيب الرموز الأمهرية لا يسير وفقاً للترتيب السامي أبجد هوز حطي كلمن…ولكنها ذات ترتيب مختلف هلحم شرسق … .
    أما من ناحية المكانة والثروة الأدبية فنجد أن اللغة الجعزية كانت لها السيطرة الكاملة على الكتابات الأدبية في الفترة الأولى . أي من بداية التاريخ المدون حتى القرن الرابع عشر الميلادي . كما سيطرت اللغة الأمهرية على لغة الأدب سيطرة كاملة ابتداء من فترة ما بعد الغزو الإيطالي للبلاد فصاعداً . أما الفترة الوسطى المحصورة بين ازدهار الكتابة بلغة الجعز أي من القرن الرابع عشر الميلادي وحتى فترة الغزو الإيطالي 1935 فقد كانت فترة ظهرت فيها اللغة الأمهرية تدريجياً ، وبدأت في النمو والتطور حتى أنها بدأت تتحدى الكتابات بلغة الجعز بصورة أكثر وضوحاً وعلانية .
    وقد عثر على أدب تقليدي مكتوب باللغة الأمهرية يعود إلى القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلادي وهو عبارة عن بعض الأغاني الإمبراطورية القديمة . ولقد نالت الأنشطة الأدبية الأمهرية أهمية مؤقتة وذلك في القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين حيث كتبت بالأمهرية رسائل مذهبية جدلية أوحى بها رجال الدين الكاثوليك فكانت دافعاً لرجال الدين الأرثوذكس المناوئين لهم بكتابة رسائل مضادة وتم ذلك باللغة الأمهرية . كذلك فإنه منذ بداية القرن السادس عشر بدأت الإرساليات في استخدام اللغة الأمهرية في محاولتها لكسب أنصار أكثر في نضالها ضد الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية التي كانت تستخدم اللغة الجعزية ولذلك فقد قام هؤلاء المبشرون بطباعة ونشر أعمال باللغة الأمهرية . وبدأت أيضا ترجمات أمهرية للكتاب المقدس . وكذلك وضعت بعض الكتب الشعبية الروائية بالأمهرية . وفي القرن التاسع عشر نهض الأدب الأمهري نهضة كبيرة بتأثير من المبشرين البروتستانت والكاثوليك(موسكاتي،ص394) . وفي منتصف القرن التاسع عشر أعلن الإمبراطور تيودور الثاني اللغة الأمهرية لغة رسمية لإثيوبيا (Gesesse,p.39) ومع الثلث الأول من القرن العشرين بدأ ظهور أدب حديث ناشئ باللغة الأمهرية في أشكال مثل الرواية والمسرحية والقصة والقصة القصيرة وغيرها (Hess,p.16) .
    وهناك عدة أسباب تضافرت سوياً وأسهمت في انتشار اللغة الأمهرية ومنها : ـ الدور الرائد للكنيسة في نشر اللغة الأمهرية وفرضها على بقية الشعوب الإثيوبية وبهذا أصبحت اللغة الأمهرية لغة الدواوين الحكومية حتى بعد سقوط الأنظمة التي كانت تقوم بدعم هذه اللغة والاعتراف بها دون غيرها من اللغات الإثيوبية الأخرى .
    ـ ظهور حروف الطباعة الأمهرية وظهور الصحف والمجلات المطبوعة بالأمهرية الأمر الذي قام بدور كبير في نشر الأمهرية وقصر استخدام اللغة الجعزية على الأمور الدينية والكنسية . (Gesesse,p.40) ـ دخول اللغة الأمهرية ضمن مناهج التعليم في غالبية المراحل التعليمية في إثيوبيا وهو ما ساعد بدون شك علي انتشارها في كل ربوع البلاد .
    ـ حركة الترجمة والتأليف التي قام بها الكتاب الإثيوبيون والتي استخدموا فيها اللغة الأمهرية دون غيرها من اللغات الإثيوبية الأخرى .
    ـ المسرح الإثيوبي باللغة الأمهرية الذي لعب دوراً رائداً في هذا المجال حيث قدم عدداً من الأعمال المسرحية العالمية مثل روائع إميل زولا وهنرى إبسن التي ترجمت للمسرح الإثيوبي وذلك بالإضافة إلى الأعمال المؤلفة من قبل الكتاب الإثيوبيين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة يونيو 28, 2024 11:49 am